مدونة دواير

الحشمة قبل الحجاب. عن حجاب المانيكان أتحدث


 يؤمن كاتب هذه السطور بأن اللباس الشرعي للمرأة هو الذي يستر الجسم عدا الوجه والكفين، وتتحقق فيه شروط ثلاثة: ألا يصف ولا يشف ولا يكون زينة في ذاته يلفت إليها الأنظار، وأن هذه المواصفات ملزمة دينيا وينبغي على المرأة الاستجابة له أياً كان مسمى هذا اللباس وهيئته؛ ومن ثم فليس من همّ هذه المقالة الاشتباك قبولا أو رفضا مع “الحجاب” الذي صار عنوانا لهذا اللباس، كما لن تتطرق إلي الجدل النظري حول فرضيته، بل هي تسعى بالأساس إلى الاقتراب من روحه وفلسفته والتعرف على ما طرأ عليه من تحولات خرجت به عما شرع من أجله، ومن ثم تطرح -أخيرا- مقاربة مفادها أن الحشمة قبل “الحجاب” ومقدمة إليه

أزياء الأخوات

يلاحظ المتابع لتاريخ الدعوة الإسلامية الحديثة أنها لم تكن تجعل من الدعوة إلى الحجاب قضية محورية؛ وأنها تكاد تكون غائبة أو متأخرة في أجندة الحركة الإسلامية في العقود الأربعة الأولى لنشأتها منذ 1928 عندما أسس الإمام حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في مصر

ومن يراجع التاريخ الاجتماعي لحقبة الأربعينيات التي تمثل أوج حركة الإخوان المسلمين أو يراجع أرشيف الصور الفوتوغرافية لهذه الفترة سيفاجئ بأن ملابس “الأخوات المسلمات” والناشطات في العمل مع الإخوان لم يكن يجاوز في أفضل الأحوال “الإيشارب” الذي يغطي الرأس و”الجونلة” الطويلة. ولم تكن ملابس بنات ونساء الإخوان المسلمين -فضلا عن علماء الأزهر ودعاته- تختلف كثيرا عن ملابس المجتمع المصري المحافظ، بل كانت هناك بعض الأسر التقليدية في صعيد مصر وبعض المدن أكثر تشددا في أزياء النساء حتى كانت المرأة فيها ترتدي زيا تقليديا يسترها بالكامل عند خروجها من المنزل، وكان خروج المرأة وقتها نادرا.

لم تكن الدعوة الإسلامية تتكلم وقتها عن شكل أو نمط محدد للباس المرأة إلا ما كانت ترفضه من ملابس نساء النخبة والطبقات المترفة المستغربة التي كانت تقلد المستعمر وتتماهى معه؛ فكانت مكشوفة وفاضحة تخالف الشرع لما فيها من إظهار لما حرمه الله من فتنة المرأة ولما فيه من خروج على قيم الستر والاحتشام المستقرة عند المجتمع. ودون ذلك لم يكن هناك استقطاب حول الزي ولباس المرأة.. فغالبية المجتمع كانت نساؤه محتشمات يقترب لباسهن من مواصفات الحجاب الشرعي إذا ما أردنا توصيف الحشمة والستر في قائمة مواصفات مفصلة. وإن كان يصح في رأيي النظر إلى لباس المجتمع التقليدي باعتباره عين اللباس الشرعي

الابتذال الممنهج

زينب الغزالي من الأخوات المسلمات الأوائل تكتفي بالايشارب الأبيض. يؤرخ بنهاية الستينيات وعقد السبعينيات من القرن الماضي (العشرين) كبداية لانتشار ما صار يعرف بـ”الحجاب” وارتفاع الدعوة إليه على مدى واسع في بلد كمصر. في هذه الفترة كانت البلاد تعيش موجة واسعة للعري والابتذال، الممنهج أحيانا عبر التيارات اليسارية العلمانية، وهو ما ظهر جليا في الأعمال الفنية التي كانت تمثل خرقا وتعديا على ثقافة الستر والاحتشام التي تربى عليها المجتمع، وفي الفترة نفسها بدأت بواكير الصحوة الإسلامية التي تغذت من رافدين أساسيين: الرافد القطبي ذي الروح الانعزالية؛ المفارق للمجتمع والداعي لإعادة أسلمته من جديد (بعكس مشروع حسن البنا الداعي لاستكمال أسلمة المجتمع) والرافد الوهابي الحجازي الذي يقوم على سلفية شكلية تتعامل بتشدد في مسائل اللباس وتستحضر نموذجا محددا لما تعتبره لباسا شرعيا. في هذه الفترة بدأ يظهر ما عرف بـ “الحجاب”، وارتفعت الدعوة إليه لباسا شرعيا بل واللباس الشرعي الوحيد للمرأة المسلمة

لقد جرى تحول بالغ الأهمية مع الصحوة الإسلامية في عقد السبعينيات انتقلت معه الحركة الإسلامية في قضية لباس المرأة من خطاب يرفض العري والابتذال الذي يخرج عن قيم الستر والاحتشام التي عرفها المجتمع “المسلم” إلى خطاب آخر مختلف يسعى إلى تحديد الحجاب كلباس “شرعي” وحيد للمرأة يفترض أن تتجسد فيه كل القيم العليا التي يدعو الإسلام المرأة إلى الالتزام بها، وهو تحول جاء ضمن سعي “أيدلوجي” أوسع لبناء مجتمع بديل على أساس من الإسلام

لقد نشطت الحركة الإسلامية بأطيافها المختلفة في الدعوة إلى الحجاب في صورة معينة ومحددة، خلافا لما كان عليه النظر الفقهي والشرعي المستقر في أن أي لباس للمرأة مباح (أي: شرعي) طالما كان ساترا للجسد فلا يصفه أو يحدده، ولا يشف عما تحته، ولا يكون زينة في ذاته؛ أي لا يكون لافتا يمثل خروجا على الزي السائد والمقبول من المجتمع المسلم

الحجاب الإسكندراني

انتقلت الحركة الإسلامية من خطاب يرفض العري ” إلى خطاب آخر يسعى إلى توحيد شكل الحجاب. حاولت أن أتتبع تاريخيا الزمان الذي ظهر فيه الحجاب بصورته المتداولة بين الإسلاميين فرجحت أغلب الروايات أنه بدأ في منتصف السبعينيات بجامعة الإسكندرية التي كانت السلفية هي المهيمنة على الجماعة الإسلامية فيها، وربما كان هذا سبب شيوع صفة الحجاب “الإسكندراني” على هذا النوع من الحجاب الذي تم تعميمه فيما بعد -عبر الجماعة الإسلامية- على بقية الجامعات المصرية ومنها خرج إلى المجتمع المصري واستقر عنوانا وحيدا لللباس الشرعي

لم تعد المتبرجات السافرات الخارجات على الحشمة المتبرجات هن وحدهن المستهدفات بالخطاب الإسلامي الجديد في قضية اللباس؛ بل صارت كل فتيات ونساء المجتمع -ومنها المحتشمة التقليدية أو المحافظة- مستهدفة أيضا بهذا الخطاب الحاسم والقاطع في أنه لا لباس “شرعي” يجوز لهن إلا الحجاب بالمواصفات التي صاغتها الحركة الإسلامية من تصورها لما كان عليه لباس المؤمنات في زمان السلف الصالح: الحجاب الواسع الطويل المنمط ذو اللون الواحد الذي كان غريبا عن لباس المجتمع

لم يعد المطلوب من الفتاة أو المرأة أن تلتزم القصد في الملبس أو الاحتشام، وهو ما يمكن أن تجده في لباس أمها وجدتها المنتشر في الريف أو الصعيد أو العائلات التقليدية والمحافظة، بل صار عليها الدخول في لباس جديد لم يتأثر في شكله وطبيعته بأي من مؤثرات التاريخ والجغرافيا ولا تظهر فيه أي تعددية ثقافية أو اجتماعية.. إنه لباس وليد رؤية سلفية لا تاريخية مخاصمة للثقافة والتراث ومستعصية على فعل التاريخ.. تحيل إلى نموذج متخيل لا تاريخي في اللباس.. نموذج جرى تعميمه باعتباره اللباس “الشرعي” الوحيد؛ فصار يباع في الجامعات والمدارس والمساجد بأسعار رمزية لتيسير نشره، وكثيرا ما يتحول إلى هدية توسلية يتوجه بها إلى الفتاة المستهدفة بالدعوة

طوال عقدي السبعينيات جري ما أسميه بـ “أيقنة” الحجاب كشكل محدد للباس الشرعي للمرأة؛ أي تحويل الحجاب إلى أيقونة ترمز لمجموعة من القيم والأخلاق وتكاد تجسدها حصريا فضلا عن اختصاره لكل قضايا المرأة المسلمة التي تبدأ ولا تنتهي إلا به، لقد جرى الربط الشرطي والآلي بين ارتداء الحجاب وبين الأخلاق، بحيث صار الحجاب علامة وحيدة وحصرية على الأخلاق التي يفترض أنها تغيب بغيابه وتحضر بحضوره.. فصكت شعارات مثل: حجابك أخلاقك، حجابك عفتك، الحجاب فريضة كالصلاة، الحجاب قبل الحساب، الحجاب عفة طهارة نقاء، الحجاب عنوان حيائك

وكان الربط الآلي والشرطي بين شكل معين للباس وبين معاني الحياء والعفة والطهارة والنقاء جزءًا من سمة الاختزال والتسطيح التي غلبت على الخطاب الإسلامي الحركي ذي النفس الأيدلوجي الذي ساد حقبة السبعينيات والثمانينيات

لقد صار الحجاب اللباس الطبيعي والحصري الذي يميز الأنثى المسلمة، وتم تعبئته بحمولة شرعية وأخلاقية كبيرة حرم معها أي لباس آخر غير الحجاب، حتى ولو توفرت فيه الشروط التي استقر عليها النظر الفقهي التقليدي، كما نظر إلى الحجاب منفصلا عن الحشمة التي هي تحييد الأنثى لجسدها وأنوثتها في التعاملات والعلاقات التي يفترض أن تدور خارج ثنائية الذكر والأنثى مثل العمل والدراسة وخلافه.. ومن مفهوم أن يكون الحجاب هو أكثر ما يتحقق فيه هذا الحياد، لكن الواقع يقول إن هذا الحياد كثيرا ما تحقق في لباس آخر غير الحجاب كما نراه في لباس المرأة التقليدية أو المحافظة التي مازالت تتمسك بالاحتشام في الملبس والبعد عن الإثارة دون ارتباط بنظر فقهي معين

وعلى الرغم من أن هذا التحييد/ الاحتشام من المفترض أن تتوفر شروطه في المحجبات، فإن الواقع أن جزءًا ليس هينا من المحجبات (كما سنرى) يتصرفن كإناث يرغبن في إبقاء جمالهن ضمن المعادلة، بل أكثر من ذلك يرغبن في أن تتحكم الأنثوية في علاقات لا ينبغي أن تحضر فيها الأنوثة

أيقنة الحجاب

إن الذي جرى من جعل “الحجاب” أيقونة تجسد كل معاني الأخلاق والالتزام الديني كان سببا في غياب الفهم الصحيح للحجاب ومسيرته التي سرعان ما أصيبت بانتكاسة في السنوات الأخيرة سواء في معدلات انتشاره أو حتى في حمولته الدينية

لقد حالت “أيقنة الحجاب” دون فهم حقيقة أن الحجاب لم يكن يصلح يوما كمؤشر حقيقي ووحيد على قياس مدى تدين المجتمعات التي ينتشر فيها. فكثيرا ما كانت له دلالات لا صلة مباشرة لها بالتدين بقدر ما لها صلة بتحولات اجتماعية وسياسية جذرية تعيشها هذه المجتمعات دون أن يلغي ذلك حقيقة وجود دوافع دينية وراءه

فكثيرا ما كان الحجاب عنوانا على نزعة استقلال للفتاة أو المرأة التي دخلت عالم الحداثة لكن عبر بوابة التدين.. وهو ما جرى في مصر مثلا؛ حيث كثيرا ما كان الحجاب في حقيقته دليلا على استقلالية المرأة ورغبتها في التحرر من التقاليد؛ ومنها تقاليد اللباس سواء أكان سافرا خارج على الحشمة أو تقليديا محافظا

إن كثيرا ممن ارتدين الحجاب لم يكن دافعهن رفض السفور والتبرج فقط وهو ما يمكن أن يتحقق في اللباس التقليدي المحتشم مثلا، بل كان دافعهن الاستقلال والتحقق الذاتي أيضا.. فقد أضحت الفتاة المحجبة تتمتع في المجتمع بميزات لا تتمتع بها قرينتها المحافظة المحتشمة، مثل الدخول في النشاط الديني أو الحركي بما فيه معارضة السلطة، بل كثيرا ما نالت بسببه امتيازات لم تكن لقرينتها المحافظة التقليدية، مثل الخصوصية أو السماح بالتأخر عن البيت لضرورة العمل الدعوي أو الحركي.. لقد حصلت كثيرات من الفتيات عبر الحجاب على الثقة والاستقلالية والقدرة في مواجهة المجتمع بما أسس لهن من حقوق لم تحصل عليها الفتاة المحافظة الأكثر انصياعا لقيم المجتمع وتقاليده

وفي حالات أخرى كان الحجاب أقرب إلى تحصن بهوية مفترضة (أو اصطناع لها أحيانا) احتجاجا على التهميش والظلم الاجتماعي الذي تتعرض المرأة، كما يمكن فهم لجوء كثير من المسلمات في الغرب إلى الحجاب إعلانا لتحدي التهميش والظلم الذي تقوم به المجتمعات الغربية للمسلمين؛ فتعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية وربما الأخيرة

ومرات أخرى كان الحجاب إعلانا على الانضواء في مشروع أيدلوجي ديني جذري، مثلما يمكننا فهمه في تظاهرات الحجاب أثناء الثورة الإيرانية.. وأخيرا فقد يكون دلالة على الانصياع لضغوط الفضاء الاجتماعي الذي صار فيه الحجاب عنوانا على التدين كما سنعرض لاحقا

التدين والحجاب

صار الحجاب علامة وحيدة وحصرية على الأخلاق التي يفترض أنها تغيب بغيابه وتحضر بحضوره! إن أيقنة الحجاب كانت مسئولة أيضا وإلى حد كبير عن التحولات المأساوية التي أصابت الحجاب.. فقد أدى الربط الشرطي والآلي بين التدين والحجاب إلى أن يصير الحجاب وحده هو عنوان التزام الفتاة وتدينها. لقد صار الشكل (الحجاب) مقدما على المضمون (الستر والاحتشام) في تقييم تدين الفتاة وأخلاقها.. حيث تم تكثيف كل معاني الأخلاق والالتزام الديني (عفة، طهارة، نقاء) في الشكل / الحجاب. ثم جردت كل من تفتقد هذا الشكل من كل هذه المعاني الإيمانية والخلقية

انتشر الحجاب فيما مضي بوازع ديني (موجة تدين عام) قوّاه ما جرى من هذا الربط الشرطي والآلي، لكنه صار فيما بعد ضاغطا متحكما بل ومتسلطا في الفضاء الاجتماعي، بحيث أصبح عبئا شكليا لا حيلة أمامه إلا التحايل عليه والالتفاف أو التلاعب به، فصرنا أمام حالة أقرب إلى حالات النفاق، لقد تحول “الحجاب” من قناعة دينية إلى سلطة اجتماعية؛ فكان أن ابتلعه المجتمع وأعاد إنتاجه في صورة قد لا تكون له أدنى صلة بأصله

لقد أدت الرمزية التي اكتسبها شكل الحجاب إلى أن يصير متحكما في الفضاء الاجتماعي؛ فدخلت تحته مضطرة -لاكتساب شرعية الاعتراف بالتدين والأخلاق- قطاعات واسعة من الفتيات والنساء التزمن بارتدائه شكليا دون أي التزام بمضمونه ومبتغاه.. وهو ما انتهى تدريجيا إلى أن يتحول جهد هؤلاء الفتية والنسوة إلى التلاعب الحجاب والاشتغال على تفريغه من مضمونه، فظهرت أنواع من الحجاب لا صلة بينها وبين الحجاب “الشرعي”، بل ولا تتصل بأي سبب بمعاني الستر والاحتشام

بعكس الحشمة التي تركز على مخاطبة الضمير وتسعى لضبط سلوك الأنثى ذاتيا؛ صار الحجاب يركز على الانصياع الشكلي ويسعى إلى إرضاء الفضاء الاجتماعي الذي ترسخ فيه الربط الميكانيكي بين الحجاب وكل معاني التدين والتخلق، فصار على الفتاة أو المرأة أن تعتمد الصيغة الشكلانية المقبولة أو المفروضة اجتماعيا (في بعض الأحيان) دون تعمق في روحها أو تحقق لمقصدها، بل وقد تبالغ أحيانا فترتدي أشكالا بالغة التشدد من الحجاب (النقاب أو الحجاب المقارب للنقاب).. ثم تبدأ -بعد أن تكتسب شرعية الحجاب المجتمعية الذي يعطيها أحقية التحلل من مفهوم الحشمة- في اللعب بالأنوثة والجسد الذي ينطق بل ويصرخ من وراء الحجاب ورغما عنه، وساعتها يصبح على المجتمع أن يخوض معركة يجرب فيها من دون جدوى كل الوسائل لضبط هذه الأنوثة التي قررت أن تتحداه وتعلن عن نفسها من وراء الحجاب / الشكل الذي ألزمها به

حجاب التباهي

الموديل المحجبة، مهنة جديدة صاحبت حجاب التباهي. ولأنه صار أيقونة كان لا بد أن يتحول إلى سلعة في سوق العرض والطلب الذي سيتضمن ألوانا من الحجاب لا تتحقق فيها أي معاني الستر والاحتشام، ولا علاقة لها بالحجاب الذي بدأ وظل شرعيا حينا من الدهر

سيدخل الحجاب ضمن بيوت الأزياء التي تحوله إلى “موضة” تتجدد بلا توقف، وتجعل منه موضوعا للإثارة والجاذبية والمتعة التي لا تنضب، وسيعرف طريقه إلى الطبقات المترفة التي ستدخل به في صراع الاستهلاكية فيصبح موضوعا للترف والتباهي بعدما كان -في معظمه- لباسا للفقراء والزهاد والمقتصدين في السلوك والأخلاق.. سيعرف عالم الحجاب النقاب الخليجي الذي يلهب -بالعيون المكتحلة والرموش المصطنعة- خيالات المراهقين فتسافر بعيدا في الحلم بما تحت هذا النقاب، وسيدخله الإسبال الإيراني الذي يلفت الأنظار لصاحبته المتفردة قصدا بهذا اللباس في بيئة لم تعرفه من قبل فتصبح موضوعا للعيون التي تنتهبها وتجذب الأنظار أينما حلت وارتحلت على غير قصد الشرع في لباس المسلمة. بل وسيعرف الحجاب الذي ترتديه صاحبته مع الجينز المحكم على الجسد وربما الاستريتش الشفاف. بل وترتديه بعضهن مع لباس فاضح يظهر جزءًا من البطن يفصل ما بين نصفيها الأعلى والأسفل

ستكتمل الدائرة الاستهلاكية الجهنمية وتظهر “المانيكان” المحجبة التي تحترف عروض أزياء المحجبات التي تدمنها نساء النخبة، وستظهر “الموديل” المحجبة التي تملأ صورها الصحف والمجلات وإعلانات الحائط تروج لأزياء مختلفة للمحجبات.. بل وستظهر “الموديل” المحجبة التي تغني وترقص بالحجاب في كليبات الأغاني الشبابية.. لقد تكونت على “الحجاب” سوق وتجارة وعرض وطلب بما جعله سلعة و أدخله في منطق السوق، وهو منطق لا بد أن يخرج به من عالم القيم (الستر والقصد في اللباس) إلى عالم الأشياء؛ حيث كل شيء سلعة في سوق

الستر والتبرج

مع “حجاب الشكل”. ظهرت “المانيكان” المحجبة التي تحترف عروض أزياء المحجبات التي تدمنها نساء النخبة! أتصور أن الخطاب الإسلامي في مسألة لباس المرأة يجب أن يعود من جديد إلى عالم القيم وينفصل تماما عن عالم الأشياء، فيبعد عن الشكل (الحجاب) ويركز في مقاربته على المضمون (الستر والاحتشام). ولا يجب أن تكون المواجهة بين الحجاب وغيره من اللباس، وإنما بين قيمة الستر والحشمة وبين التهتك والتبرج والإثارة والتلاعب بالجسد، وهو ما لم يمنعه الحجاب الخالي من الاحتشام

الحشمة والستر هي روح ما قرره العلماء في مواصفات لباس المرأة؛ من أنه ينبغي ألا يصف ولا يشف ولا يكون زينة في ذاته.. وفي الأخيرة تشديد على أن جزءا من شرعية اللباس ألا يكون لافتا للأنظار مثيرا للانتباه متآلفا مع المجتمع وهو ما يتحقق في الاحتشام وقد لا يتحقق في أشكال الحجاب التي تمثل خروجا على المألوف والمستقر من لباس المجتمع كما هو الحال في الإسدال الإيراني في بلد كمصر تنتشر فيه الطرحة التقليدية، أو النقاب الخليجي في مجتمع كالمغرب تنتشر فيه أنواع من اللباس التقليدي المحتشم كالجلابة

الحشمة مفهوم أوسع من مجرد الشكل / الحجاب، ومظلته أشمل من مجرد المتدينين / الإسلاميين، بل ويمكن أن تتسع لغير المسلمين أيضا؛ فرفض التهتك والإثارة واللعب بالجسد ليس خاصا بالمسلمين فقط، بل يمكن أن تلتقي عليه تيارات مختلفة من أديان وثقافات شتي في العالم ما زالت تبحث عن الإنسانية وترفض تحويل الإنسان إلى جسد يتحول إلى سلعة في ثقافة الاستهلاك والمتعة التي غزت العالم وكادت تخنق عالم الإنسان فيه

إن تحول الخطاب الإسلامي إلى مقاربة الاحتشام بدلا من الحجاب سيفتح بابا لتوسعة مجال الخطاب الإسلامي ومداه بحيث يصبح أكثر انفتاحا على القيم الإنسانية محل الاتفاق؛ فيحول اللباس الإسلامي من لباس ديني إلى لباس إنساني تلتقي عليه الإنسانية في معركتها مع الابتذال والتهتك

هذا المقال للأستاذ حسام تمام، الصحفي والباحث المصري. وقد وجدته في موقع مكتوب، وأعجبني محتواه، وأردت مشاركته لأكبر قدر من الناس. رابط آخر للمقال، من موقع مركز دراسات الظاهرة الأسلامية

http://www.islamismscope.com/index.php?art/id:491

المقال منقول كما هو، مع بعض الرتوش البسيطة، وتعديل التنسيق ليتواءم مع نسق المدونة. وتحية واجبة للصحفي والباحث المتميز حسام تمام على هذا المقال المعبر أشد التعبير عن واقع الحجاب في مجتمعنا المصري

July 4, 2007 Posted by | إسلاميات | Leave a comment

حتى لا يكثر عددهم


النهاردة في خطبة الجمعة. الراجل كان بيتكلم عن الزواج وآدابه وأحكامه. وفجأة وبدون سابق إنذار لقيته دخل في موضوع الصحابة وعلاقتهم ببعض. طيب ماشي، مش مشكلة. لكن كمان شوية بدأ يتكلم عن الناس اللي بتهاجم الصحابة، وكان ده اللي قالوا بالحرف الواحد

والآن، نجد العلمانيين والشيوعيين، يتهمون الصحابة، رضوان الله عليهم، بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان. هؤلاء الشيوعيون والعلمانيون دائماً يقولون أنه كانت هناك خلافات وحروب بين الصحابة، وهم كاذبون، ولا يريدون إلا النيل من ديننا. هؤلاء الشيوعيون والعلمانيون، أعداء الدين، لا تسمعوا لهم؛ حتى لا يكثر عددهم

مقدرتش أوصف كمية الاستفزاز اللي جالي لما سمعت الكلمتين اللي فاتوا، والناس عمالة تهز راسها، وتمصمص شفايفها، ومتأثرة أوي. ولما قال آخر جملة بتاعت حتى لا يكثر عددهم، مقدرتش أمسك نفسي من الضحك. ولولا إن الواحد في بيت ربنا، وإن الخطبة شغالة، كنت ضحكت

يبدو إن الراجل ده ميعرفش أساساً يعني إيه شيوعية ويعني إيه علمانية. كل اللي يعرفو إنهم حاجة وحشة وغلط وضد الدين. في مرة وقع في إيدي كتاب عن المدارس الفكرية في العالم ونظرة الإسلام ليها. وخلاصة الكتاب ده بتؤدي للمعادلة العظيمة دي

الاشتراكية = البعثية = الصهيونية = الشيوعية = الصفوية = الإمبريالية = اليهودية = الديموقراطية = الصوفية = الرأسمالية = الشيعية = الزرادشتية = الكنفوشسية = النصرانية = الليبرالية

وكل اللي فات ده بيساوي في الآخر حاجة ضد الإسلام. والكتاب بيحسسك إنك مجرد انتمائك أو ميولك نحو فكر من الأفكار دي، يبقى دي علامات على إتيانك بأفعال من أفعال الكفر. أيوة والله. الكتاب قايل كده. على اعتبار إن كل المدارس الفكرية دي بتحارب الإسلام، وحاطاه في دماغها، ودولا يعتبروا كده من أعداء الدين، ومن يوالي أعداء الدين فهو كافر

نرجع لموضوعنا. يبدو إن الشيخ من النوعية دي، إللي مقتنعين إن أي طرف في المعادلة العظيمة اللي فوق، غلط وضد الإسلام. وبالتالي من حقنا نتهمهم بأي تهمة، مهو كلهم كفار بقى. ومحدش منهم فكر يعرف المدارس الفكرية دي بتقول إيه بالفعل. نفسي أعرف، الراجل ده قرا إيه عن الشيوعية والعلمانية؟ أوك، فيه حاجات في أفكارهم بتتعارض مع الإسلام. لكن عمري مسمعت واحد منهم جاب سيرة الصحابة

إيش دخل العلمانيين والشيوعيين بالصحابة؟ لو كنت ياعمنا الشيخ قريت أي حاجة عن الشيوعية والعلمانية، كنت عرفت إنهم ملهمش دعوة من أساسو بالصحابة ولا جابو سيرتهم في إي مكان. إنت وأمثالك ليه مقتنعين إن الناس دي مش في دماغها إلا الإسلام، والهجوم عليه

أنا لا شيوعي ولا علماني، ولعلمكو فيه ناس خلت الكلمتين دولا بقوا تهمة لأي حد، وكأنه كفر. ما علينا دلوقتي. بس أي واحد عندو الحد الأدنى من الثقافة والتفكير، عمرو ميقدر يقول الكلمتين اللي قالهم الشيخ ده. ده معلش جهل واضح فاضح. والناس متعرفش حاجة، تسمع الكلام وتهز راسها. والراجل بيمصمص شفته على الناس أعدائنا اللي بيشتموا الصحابة، يا عم بدل المصمصة دي، وخوفك المصطنع عالدين، روح لم بنتك من الشارع، ولبسها لبس يرضي ربنا، روح شوف ابنك اللي مقضيها تسكع عالنواصي، روح شوف إنت بتعمل إيه في بيتك وفي شغلك عشان الإسلام. روح شوف حكامك اللي واكلين حقوقك، وإنت مطاطيلهم راسك، وبعد كده ابقى اتحسر على حال الدين

الجملة الأخيرة بقى اللي تجنن. لا تسمعوا لهم؛ حتى لا يكثر عددهم. ودي الرد عليها له مليون طريقة. أولاً الجملة فكاهية لأقصى حد. وكأن الشيوعيين والعلمانيين مستنيين واحد من حضراتنا يسمعهم عشان يكتروا. طيب أقولك حاجة ياعم الشيخ. لو سمعت قسيس بيقول لمجموعة من المسيحيين، إياكوا تسمعوا للقرآن ولكلام المسلمين، عشان عددهم ميكترش. يا ترى هيكون إيه رد فعلك؟ أكيد هتقول ده معناه إن ديننا اقوى منهم واكثر إقناعاً. وإنهم بيحاولوا يهربوا من الكلام بتاعنا عشان ميقتنعوش ويسلموا. فهمتوا قصدي. اللي أقصدو إن آخر جملة للشيخ دي بتضعف موقف الإسلام. وبتدي الانطباع إن الشيوعية والعلمانية دي حاجة أقوى من ديننا، وإن مجرد الاستماع للشيوعيين والعلمانيين وهما بيتكلموا، هيخلي اللي يسمعهم يقتنع، وينتمي ليهم، ويسيب الإسلام. ده كلو بافتراض إن الحاجات دي بتتعارض مع الإسلام

ده كلو كوم، وعلاقة الجملة الأخيرة دي بالتفاعل مع الثقافات كوم تاني. يعني إيه لا تسمعوا لهم؟ بذمتكو فيه سلبية وتقوقع أكبر من كده. ده المسلمين في أوج حضارتهم انفتحوا على كل الحضارات والثقافات اللي حواليهم، وأخدنا منهم علوم كتيرة جداً. ومثال لذلك علم الفلسفة والمنطق اللي أخدناه عن اليونان. ومحدش في وقتها قال لا تسمعوا لهم. والمسلمين الأوائل عرفوا إزاي ياخدوا المباديء دي ويطوعوها في صالح الإسلام ويغلفوها بإطار إسلامي أخلاقي في وقتها. بس دلوقتي، وللعلم، فيه ناس طلعولنا بفكرة إن الفلسفة والمنطق حرام وضد الدين. ودول منتشرين في كل حتة دلوقتي، وكتبهم وشرايطهم على قفا من يشيل

لو كنت واثق إنك صح. لو كنت واثق إنك على حق، وإن دينك ده دين الحق. ليه خايف تناقشهم وتسمعلهم؟ ليه مُصر تضعف موقفك، وإنت المفروض إنك قوي؟ ربنا يارب. توب علينا من الناس دي، توب علينا من التخلف. واهدي شيوخنا قبل متهدينا، عشان مجرد لما حال شيوحنا ينصلح، أحوالنا هتنصلح إن شاء الله. قولوا يارب

June 8, 2007 Posted by | إسلاميات | Leave a comment

اللهم رمل نساءهم كما رملوا نسائنا


 

اللهم رمل نساءهم؛ كما رملوا نساءنا. اللهم يتم أطفالهم؛ كما يتموا أطفالنا

الدعوتين الجامدين دولا، سمعتهم بالصدفة في محل بقالة حاطط وصلة دش ومشغل قناة الناس. أنا هنا مش هتكلم عن قناة الناس، رغم التحفظات الكتيرة جداً عليها، وخصوصاً استغلال الجانب الديني لتحقيق مكاسب مالية بطرق غير أخلاقية. وإنما هتكلم عن الدعوتين دولا وبس

الشيخ، والله أعلم إذا كان شيخ من أساسه، كان باين عليه التأثر الشديد وهوة بيدعي، طبعاً مع المؤثرات الإخراجية المبتذلة لقناة الناس في المشاهد دي. يعني تركيب صدى صوت بايخ جداً، يديك إحساس إننا طلعنا فوق المريخ وعمالين ندعي في الفضاء الخارجي، بالإضافة للزوووم اللي كل شوية عمال يقرب على عنين الشيخ، علشان يبين لنا قد إيه الراجل متأثر جداً، وكأن المخرج بيقوللنا، بصوا يا حوش، الراجل متأثر أوي ازاي، والدمع هيفر من عينيه، مش عايزين تتأثروا ليه زيو وتعيطو كمان؟ بس مش تتأثروا بس. عايزينكم تتصلوا بينا عالأرقام اللي هتظهر أسفل الشاشة. مش مهم هتقولوا إيه. المهم تتصلوا، والدقيقة بجنيه ونص يا بشوات. وقمة النصب بقى لما تتصل ويكون الخط مشغول. كده كده بيفضل فاتحلك الخط، وبسلامتك قاعد مستني إن الخط يفتح عليك، وتحل عليك البركة وتكلم الشيخ. الناس دي لو جالها مليون اتصال، هيفتحوا الخط عالكل، عشان الدقيقة بجنيه ونص، والحسابة بتحسب، وأهو كلو في سبيل الله

نرجع للدعوتين اللي هما أصلاً عنوان التوبيك. بذمتكو، فيه قسوة أكبر من إنك تدعي على أطفال إنهم يتيتموا، بدون سبب. وذنبهم الوحيد، إن فيه قيادات سياسية غبية في أمريكا وأوربا بتاخد قرارات وبتنفذ أفعال بتإذينا. محدش يفكر يزايد على وطنيتي دلوقتي، ولا حد يفكر ويقول هوه إنت مش بتشوف بيعملوا فينا إيه. لإن محدش يقدر ينكر الاستهداف اللي إحنا مستهدفينه من الغرب. لكن المشكلة عمرها ما كانت مع الشعوب. والوطنية والتأسلم مش هما دولا قضيتنا دلوقتي. القضية أكبر من كده بكتير. القضية قضية انحطاط فكري، وضعف داخلي، مسابش قدامنا باب ندق عليه غير إننا ندعي إن ربنا ييتم ويرمل

بذمتكو، لو أي واحد في العالم عرف إننا بندعي دعاوي من العينة دي، هيكون إيه رد فعلو، وإيه رأيوا فينا وفي الإسلام؟ أكيد هيقول دين دموي، وفعلاً انتشر بحد السيف. ونرجع بعد كل ده ونقول، هما ليه بيكرهونا؟ وليه بيقولوا علينا إرهابيين؟ طبعاً من عمايلنا السودة

لو مش مقتنع. إيه رد فعلك لو سمعتهم في قداس مسيحي بيدعوا ويقولوا: يا رب؛ رمل نساءهم، ويتم أطفالهم، واخرب بيوتهم، وافقرهم، و… و… . والناس وراه عمالة تقول آمين. هتقول في نفسك، إيه التخلف ده؟ بالضبط هوه ده رد فعل أي حد على الدعوتين اللي في الأول خالص، الكل هيقول: إيه التخلف ده

يا شيخ… يا اللي المفروض إنك بتعرف ربنا… ليه مش بتدعي إن أمتنا تنهض، وإننا نبقى متقدمين، وأقويا، وإن الواحد فينا يرفع راسه ويفخر إنه مسلم وبينتمي لحضارة ماضيها وحاضرها كلو انجازات. بدل ماحنا دايماً موطيين روسنا، وبناخد على قفانا، من اللي رايح واللي جاي. ليه مفكرتش تدعي إننا نتخلص من حكامنا الدكتاتوريين اللي ناهبين البلد ومرجعيننا لورا. بذمتك الدعاوي دي أحسن، ولا إنك تدعي على الأطفال إنهم يتيتموا

June 5, 2007 Posted by | إسلاميات | Leave a comment

بئر زمزم .. سر نبعه الغامض وفيضانه المستمر، وخواص اللبن والعسل


 

 في منبعه الأساسي سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزاً كبيراً ربما يستحيل كشف رموزه إلى أن تقوم الساعة. ما من ماء يصل إلى هذا النبع حتى يكتسب خواص ماء زمزم، نقاءه وطهارته. هذه النتيجة ليست نظرية أو غيبية أو منقولة من بطون الكتب القديمة، لكنها خلاصة أبحاث علمية شملت البئر وماءه ودرجة نقائه، وشملت مياه آبار أخرى قريبة جدا منه، وجد أنها لا تتمتع بنفس الخواص

يفيض الماء منه منذ آلاف السنين دون أن يجف البئر أو ينقص حجم المياه فيه، وكانت مفاجأة مدهشة للعلماء أثناء توسعة الحرم المكي وتشغيل مضخات ضحمة لشفط المياه من بئر زمزم حتي يمكن وضع الأساسات، أن غزارة المياه المسحوبة قابلها فيضان مستمر في الماء، يفور ويمور كأنه امواج البحر.
فإذا كان العلم يقول هذا ويتعجب منه، فإن بعض المنقطعين للعبادة في الحرم المكي والعاكفين يروون أسرارا لا يجدون لها تفسيرا، فيكتفون باعتبارها من الغيبيات التي توجب الاستنكار أو الدهشة، فماء زمزم الذي يشربونه في انقطاعهم للعبادة تتغير خواصه فيصبح كانه لبن أو عسل مصفى

مكنوز أسرار لا تستوعبه العقول

ويقول الكاتب السعودي عمر المضواحي المهتم بالكتابة عن الأماكن المقدسة: إن هذا البئر هو أقدس آبار المياه عند المسلمين، وليس هناك شراب على وجه الأرض يفوق مكانة ماء زمزم عندهم. ويحملون لهذا الماء ذي الطعم الفريد، قدسية خاصة، ويؤمنون بأنه مكنوز بأسرار لا قبل للعقل البشري في استيعابها، أو لا يعرفون تفسيرا لتغير خواصه ومنافعه وفق حالة شاربه ورغبته

وهو في لغة العارفين بريد الأمنيات المحققة، ولا يخالط قلوبهم ذرة شك في أن “زمزم لما شرب له”، وبأنه كفيل بتحقيق أمنيات شاربه مهما كانت، شرط أن يكون مؤمنا صادق الإيمان والنية، غير مكذب لخاصيته ولا يفعل ذلك كنوع من التجربة. وعند هؤلاء العارفين أيضا أن الله مع المتوكلين وهو يفضح المجربين، فشرب زمزم عندهم للخائف أمان, وللمريض شفاء، وللجائع طعام، ولا يخالط شاربه, لإيمانه القاطع بأسراره, أي عجب أو استنكار فيما لو تغير حاله من محض ماء, إلى شراب من سويق أو لبن أو عسل مصفي, للمنقطعين والعاكفين في البيت العتيق. والمرويات حول هذه الغرائب كثيرة, ناءت بحملها بطون الكتب الدينية وأسفار التاريخ والسير

يضيف عمر المضواحي: ما يزيد هذا البئر شرفاً عند المسلمين أنه حفر بجناح جبريل، وساقت الملائكة مياهه من أنهار الجنة غياثاً للسيدة هاجر وابنها الرضيع إسماعيل-عليهما السلام، وسقيا لضيوف الرحمن، وليكون آية للناس على مر العصور والأزمان

وقد كانت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين, وهي الجهة التي تتولى مسؤولية العناية بالمسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة, قد أكملت مشروع توسعة صحن الطواف المحيط بالكعبة المشرفة، ليستوعب الآن نحو ثلاثة أضعاف عدد الطائفين عما كان في السابق. وقامت بردم مدخل البئر السابق في الجنوب الشرقي من واجهة الكعبة المشرفة, وتسقيف سطحه المفتوح ليدمج مع صحن الطواف. ونقل المدخل الى خارج الحرم من جهة الصفا في المسعى باتجاه جبل أبي قبيس. ويهدف المشروع لمواجهة كثافة أعداد الحجاج والمعتمرين بعد موافقة الحكومة السعودية على فتح باب العمرة واستقبال نحو 10 ملايين معتمر طوال تسعة أشهر من السنة

ويستطرد المضواحي: أن بئر زمزم هو بئر الماء الوحيد الذي تشرف عليه وزارة للبترول في العالم، وهو البئر رقم (1) في سلم اهتمام ملوك آل سعود. وبموجب إرادة سامية تشرف وزارة البترول والثروة المعدنية في الحكومة السعودية على بئر زمزم باعتباره ثروة قومية ودينية في البلاد. ويصف الدكتور المهندس يحيى حمزة كوشك في حديث مع عمر المضواحي نشره في جريدة الشرق الأوسط عام 2007 ميلادية، المشروع الجديد بأنه حل جيد من ناحية توسعة المطاف لكنه يؤيد مشاهدة الناس لبئر زمزم وبأي وسيلة كانت. وقال: كانت هناك فكرة لتسقيف سطح البئر بالزجاج الشفاف, لكن المشكلة أنه سيكون عائقا جديدا نتيجة تجمهر الناس عليه لرؤية البئر مما سيتسبب في مضايقة الطائفين, كما هو الحال الآن, أمام وخلف مقام إبراهيم وخط بداية الطواف الجديد

البئر تحت صحن الطواف

ويؤكد الكوشك وهو أول خبير سعودي في المياه، والذي أشرف على دراسة تاريخية لبئر زمزم في العام 1401 هـ أنه: لم تخرج بئر زمزم من ساحة الحرم. وهو موجود في مكانه تحت مستوى صحن الطواف منذ توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام. وهو محاط بسياج من ألواح الزجاج السميك ليتمكن الناس من مشاهدته قبل المشروع الجديد بهدف منع الروائح النافذه التي كانت تنتج من اغتسال بعض الحجاج والمعتمرين والمصلين, والذين كانوا يستخدمون ماء زمزم بشكل سيئ

وقديماً كان على البئر بناء تعلوه قبة مساحته 88.8 متر مربع يحتوى على غرف مستودعات ومستبرد لدوارق ماء زمزم تم هدمه ما بين عام 1381 ـ 1388 هـ لتوسعة المطاف. وتم عمل بدروم مكيف اسفل المطاف بمدخل منفصل للرجال والنساء. ويمكن رؤية البئر من خلف حاجز زجاجي شفاف، كما استبدلت أيضا طريقة الشرب القديمة التي كانت تعتمد على جلب الماء بالدلاء من جوف البئر إلى اعتماد أنظمة حديثة توفر ماء زمزم عبر نظم سقاية حديثة لتوفيره مفلترا وباردا ومعالجا بالأشعة فوق البنفسجية ليكون بأفضل المستويات الصحية

نقود وأباريق شاي في قاع البئر

ويتذكر الكوشك في حديثه المشار إليه، أنه تم إحاطة البئر بالزجاج لمنع الناس من إلقاء أشياء ومتعلقات وسط البئر طلبا للبركة وغيرها. يقول: وجدنا أثناء عمليات تنظيف البئر نقود معدنية وأباريق شاي, وقرون عظمية تحمل نقوشا وأعمالا سحرية. وكان من بين ما وجدنا في البئر قطعة من الرخام كتب عليها المجاهد الليبي عمر المختار – رب حقق ما في نفسي

يضيف الكوشك عن المشروع الجديد: تم عمل نفق أرضي من خارج الحرم للوصول الى البئر وهو خاص بعمليات الصيانة فقط. وكان هناك رأيين حول استخدامات هذا النفق. الأول أن يتاح للراغبين في رؤية البئر الدخول منه من دون السماح بالإغتسال فيه. والرأي الآخر أستبعد ذلك لعدة عوامل منها أن مسافة النفق طويلة (نحو نصف ميل), ومساحته ضيقة, ويحتاج الى أنظمة تهوية وإنارة وإجراءات أمنية

المصدر الرئيسي تحت الحجر الأسود

ولماء زمزم أسماء تزيد عن (60) إسما أشهرها زمزم، وسقيا الحاج، وشراب الأبرار، وطيبة، وبرة، وبركة، وعافية. وتمت عدة دراسات علمية بهدف معرفة مصادرها من المياه. وخلصت هذه الدراسات أن بئر زمزم تستقبل مياهها من صخور قاعية تكونت من العصور القديمة، وذلك عبر ثلاث تصدعات صخرية تمتد من الكعبة المشرفة والصفا والمروة وتلتقي في البئر

أيضاً ينقل عمر المضواحي عن المهندس فخري بخش مدير مبيعات مياه ( أفيان) الفرنسية في شركة البحراوي السعودية قوله: إن شركة فرنسية اخترعت جهاز دقيق للغاية في تحليل تركيب المياه، وجاءت إلى السعودية لتسويقه. وقام ممثل الشركة بعرض إمكانيات الجهاز الحديث أمام مندوبي وكلاء المياه المحلاة والمعدنية المستوردة الى السوق المحلي تبين فيه أن ماء زمزم كان أنقى المياه التي تم اختبارها في هذا الجهاز

ويصف المهندس يحي كوشك وهو يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة البيئة من جامعة واشنطن الأمريكية العام 1971م مصادر مياه بئر زمزم وفق التحديد الذي قام به مع الفريق العلمي الذي رأسه عام 1400 هـ ونشر نتائجه في كتابه (زمزم) بقوله: المصدر الرئيسي فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة وطولها 45 سم، وارتفاعها 30 سم، ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه. والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبرية (مبنى مخصص لرفع الأذان والإقامة مطل على الطواف)، وبطول 70 سم، ومقسومة من الداخل الى فتحتين، وارتفاعها 30 سم. وهناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر تخرج منها المياه، خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد. كما توجد 21 فتحة أخرى تبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى، وباتجاه جبل أبي قبيس من الصفا و الأخرى من إتجاه المروة

ويبلغ عمق البئر 30 مترا على جزئين، الجزء الأول مبني عمقه 12.80 مترا عن فتحة البـئر، والثاني جزء منقور في صخر الجبل وطوله 17.20 متر. ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي أربعة أمتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 مترا ومن العيون الى قعر البئر 17 متراً

الماء فاض خلال 11 دقيقة فقط

ويقول عند حديثه عن ضخ مياه زمزم: بعد أن وضعت أربع مضخات قوية جدا كانت تعمل على مدار 24 ساعة, وبمعدل ضخ وصل الى 8000 لتر في الدقيقة. كان منسوب المياه من الفوهة 3.23 مترا ، وكانت القراءة تتم كل نصف دقيقة، حتى وصل منسوب المياه في داخل البئر الى 12.72 مترا، ثم وصل الى 13.39 مترا، وفي هذا العمق توقف هبوط الماء في البئر. ولما تم توقيف المضخات بدأ الماء يرتفع حتى وصل الى 3.9 مترا خلال إحدى عشرة دقيقة”. وسجل مشاهداته بقوله: لن أنسى ما حييت هذا المنظر الرهيب، كانت المياه تتدفق من هذه المصادر بكميات لم يكن يتخيلها أحد، وكان صوت المياه وهي تتدفق بقوة يصم الآذان

وينفى الكوشك وهو مدير عام سابق لمصلحة المياه بالمنطقة الغربية أن تكون لعمليات حفر الأنفاق في الجبال وحفريات الأساسات العميقة للأبراج السكنية المحيطة بالحرم أي تأثير في التركيب الجيولوجي لمسار مياه زمزم أو اختلاطها بمصادر أخرى سواء من الآبار أو غيرها. وقال: هذا لم يحدث أبدا. وشرح مزيداً للتوضيح: وفقا للدراسات التي قمنا بها وجدنا أنه عندما تهطل الأمطار على مكة المكرمة ويسيل وادي إبراهيم يزداد منسوب مياه زمزم زيادة طفيفة في البئر. ولكن عندما تهطل الأمطار على المناطق المحيطة بمكة كالطائف وغيرها تزداد المياه زيادة عظيمة في بئر زمزم. ومعنى هذا أن المصدر الأساسي للبئر هو الجبال المحيطة بمكة والتصدعات الصخرية الموجودة فيها. وفي كتابي زمزم توجد صورة أخذت عبر الستالايت مرفقة بتحليل يبين أن كل هذه التصدعات الصخرية متجهة الى بئر زمزم

السر يكمن في النبع الأساسي للبئر

أضاف: اعتقد أن السر يكمن في النبع الأساسي للبئر. فأي مياه تنبع من هذا المكان تكتسب خاصية ماء زمزم. والغريب في الموضوع أن هناك بئر آخر في الحرم إسمه بئر الداؤدية وكان موجوداً عند باب إبراهيم ويبعد في حدود 120 متراً عن بئر زمزم، لكن نتائج تحليل مياهه تختلف تماما عن تركيبة ماء زمزم وهي النتيجة ذاتها التي توصلت إليها عند تحليل مياه عين زبيدة أيضاً

يقول المضواحي: من لطائف ما يشاع بين المسلمين في حياتهم الإجتماعية أن يدعو الساقي لشارب الماء بأن يمد الله في عمره ليشرب من ماء زمزم. تماما كما يتمنون لبعضهم البعض بعد فراغهم من الصلوات بقولهم حرماً فيجيب الآخر جمعاً إن شاء الله. ومنذ القدم كان المكيون يستقبلون ضيوفهم بماء زمزم إظهارا لتكريمهم والاحتفاء بهم. وهم يتفنون بتقديمه بارداً من دوارق طينية نظيفة مبخرة باللبان-المستكة- لإكسابه نكهة خاصة محببة للشارب منه. ولاتزال هذه العادة باقية حتى الآن

لكنهم لا يقدمون في شهر رمضان على موائد الإفطار غير ماء زمزم إلى جانب حبات من رطب التمر. ويحرصون على تحنيك مواليدهم حال ولادتهم بماء زمزم وبشق تمرة، إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم مع السبطين الحسن والحسين رضي الله عنهما. كما يحرص المكيون على جعل ماء زمزم آخر ما يغسل به موتاهم قبل دفنهم رجاء بركته وحسن عائدته. ومن الطريف أن الأمهات في مكة يحرصون على شرب أبنائهم الطلاب ماء زمزم قبيل توجههم الى الاختبارات الدراسية، رجاء أن لا ينسوا ما حفظوه من دروس للإجابة عليها في ورقة الاختبار

ويألف كل من قدم الى المسجد الحرام رؤية معظم الحجاج والمعتمرين القادمين من الخارج على غسل قطع طويلة من قماش قطن أبيض اللون وغمرها بماء زمزم، ومن ثم تجفيفها في أروقة الحرم ليحفظوها بعد ذلك لاستخدامها تبركا كأكفان لهم ولموتاهم في بلادهم. كما أنه يندر أن يقفل حاج أو معتمر في رحلة العودة الى بلده دون أن يتزود بكميات منه يتحف بها أهله ومقربيه على سبيل الإهداء والتبرك بها. ويحرص شيوخ الرقى الشرعية على التزود بكميات كبيرة من ماء زمزم ليتولوا قراءة القرآن عليه وتقديمه لقاصديهم من المرضى، ومن مسهم الجن لشرب مقدار يحددونه لإتمام العلاج بالرقية

الاستشفاء بماء زمزم

ويجيب الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه وزير العدل الموريتاني الأسبق عن جواز استشفاء غير المسلمين بماء زمزم بقوله: لا أعرف في هذا نصاً. لكن الظاهر لي إذا كان المسلم يعالج غيره، فيمكنه أن يعالجه بماء زمزم حتى يظهر كرامة هذا الماء لغير المسلم، وحتى يكون من باب الدعوة له في دخول الإسلام. أستدل الشيخ العلامة بقصة تصدي بعض الصحابة (رضي الله عنهم) لعلاج رجل كافر كان لديغاً، فعالجوه بقراءة الفاتحة عليه. وأقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك كما ورد في الحديث الشريف

وروى المؤرخ الفاكهي في كتابه أخبار مكة قصصاً تشير الى حب علماء أهل الكتاب لماء زمزم. ونقل عن أبي حصين عن مجاهد بن جبر التابعي المكي، شيخ القراء والمفسرين قوله: كنا نسير في أرض الروم، فآوانا الليل إلى راهب، فقال هل فيكم من أهل مكة أحد؟ قلت: نعم، قال: كم بين زمزم والحجر الأسود؟. قلت : لا أدري، إلا أن أحزره، قال: لكني أدري، إنها تجري من تحت الحجر، ولأن يكون عندي منها ملء طست، أحب إلي من أن يكون عندي ملأه ذهباً

وروى الشيخ سائد بكداش مصنف كتاب فضل ماء زمزم عن محمد بن حرب أنه قال: إنه أسر في بلاد الروم، وأنه صار الى الملك، فقال له: من أي بلد أنت؟ قال من أهل مكة، فقال: هل تعرف بمكة هزمة جبريل ؟ قال: نعم ، قال: فهل تعرف برة؟ قال: نعم ، قال: فهل لها إسم غير هذا؟ قال: نعم، هي اليوم تعرف بزمزم. قال: فذكر من بركتها، ثم قال: أما إنك إن قلت هذا، إنا نجد في كتبنا: أنه لا يحثو رجل على رأسه منها ثلاث حثيات فأصابته ذلة أبداً

نبع باق إلى يوم القيامة

وتروي كتب التاريخ الإسلامي أن ماء زمزم نبع باق لا ينقطع الى يوم القيامة. وأن كل المياه تغور قبل يوم القيامة إلا زمزم. وروي عن الضحاك بن مزاحم أنه قال: إن الله عز وجل يرفع المياه العذبة قبل يوم القيامة، وتغور المياه غير ماء زمزم. وروي عن ابن عباس أنه قال: صلوا في مصلى الأخيار واشربوا من شراب الأبرار. قيل لابن عباس: ما مصلى الأخيار؟ قال: تحت الميزاب-ميزاب الكعبة، قيل: وما شراب الأبرار؟ قال: ماء زمزم

حضور غامض لزمزم في قصص الغيبيات

ومن العجيب أن المتفحص لقصص الغيبيات في الإسلام، يجد حضورا غامضا لماء زمزم خلف معظم الحالات. ودائما ما يرتبط حضور زمزم بدور فريد وفعال في كل حالة. فبهذا الماء المقدس غسل قلب النبي محمد-صلى الله عليه وسلم مراراً، ودائما في طست من الذهب وبيد جبريل عليه السلام، توطئة لبعثته صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، وتهيئة لمعراجه في طريقه للسماء مرة واحدة

ويقول الدكتور المهندس سامي عنقاوي، رئيس مركز أبحاث الحج: عندما كنا نحفر في زمزم عند التوسعة الجديدة للحرم كنا كلما أخذنا من ماء زمزم زادنا عطاء، فقمنا بتشغيل عدد من المضخات لكي نرفع الماء حتى يتيسر لنا وضع الأسس, وكلما نشفط المياه التي وصلت الى واحد وعشرين ألف لتر في الدقيقة تضخ مرة أخرى

الأبحاث العلمية أكدت خلوه تماما من الجراثيم

وأضاف: قمنا بدراسة لماء زمزم من منبعه لنرى هل فيه جراثيم، فوجدنا أنه لا يوجد فيه جرثومة واحدة. فهو نقي طاهر ليس فيه أدنى شيء, لكن قد يحدث نوع من التلوث بعد ذلك في استعمال الآنية أو أنابيب المياه أو الدلو فيأتي التلوث من غيره. ومن خصوصية ماء زمزم أيضا أنك تجده دائما فهو يعطي ويفيض منذ آلاف السنين إلى اليوم. وإلى يوم القيامة سيظل يفيض، بمائه وأسراره

May 15, 2007 Posted by | إسلاميات | Leave a comment

الإنجيل هو الحل


أعلنت جماعة “الإخوان المسلمين” ترشيح 20 عضو بمجلس الشورى، تحت شعار “الإسلام هو الحل”. وهذا هو أول اختبار للتعديلات الدستورية التي تحظر الأحزاب الدينية

وكرد على هذه الخطوة. تخيل الكاتب الصحفي “حمدي رزق” أن هناك جماعة إسمها “الإخوان الأقباط” وتقدمت بمرشحين لمجلس الشورى، تحت شعار “الإنجيل هو الحل”

سؤال بريء لكل أخواني. ماذا سيكون رد فعلك، لو تم ذلك؟ وهل ستقبل بهذا؟

April 17, 2007 Posted by | إسلاميات, سياسة ووجع دماغ | Leave a comment

كتاب عادل عبدالعال مسروق، ووصفاته تتضمن أعشاباً سامة


 

حصلت جريدة المصري اليوم علي مستندات تكشف عن قيام الدكتور عادل عبدالعال، المتخصص في العلاج بالأعشاب، بسرقة مضمون الكتاب الذي ادعي تأليفه تحت عنوان «الطب القديم» من بعض المؤلفات القديمة، التي كانت تهتم بتقديم وصفات علاجية شعبية للمواطنين

من بين المؤلفات التي نقلها عبدالعال نصاً في كتابه، ونسبها لنفسه، كتاب يحمل عنوان «الطب الأخضر» قام بتأليفه أحد المتخصصين في الطب الطبيعي، ويدعي مختار سالم عام ١٩٨٩، وصدرت طبعته الثالثة قبل وفاة المؤلف بفترة قصيرة عام ١٩٩٢

واللافت أن عبدالعال لم يكلف نفسه عناء التغيير الشكلي لما يقوم بسرقته من مؤلفات الغير، حيث حمل بعض فصول كتابه العناوين والمضامين والترتيب نفسه، بل الأخطاء التي وردت في الكتب الأصلية

وتكشف المقارنة بين كتابي «الطب القديم» المسروق و«الطب الأخضر»، عن أن عبدالعال نقل فصلاً كاملاً تحت عنوان «مشروبات شعبية للشتاء والصيف» من الكتاب الأصلي دون تغيير حرف واحد، كما أنه قام بنقل غالبية الوصفات التي تضمنها الكتاب، ورغم أنه أضاف إلي أسمائها التي كانت مكتوبة بالعربية، مرادفاتها باللغة الإنجليزية، فإن هذه المرادفات حملت أخطاء لغوية فادحة

وبدراسة الوصفات التي قدمها عبدالعال في كتابه، الذي حقق مبيعات قياسية في مصر، أكد العديد من خبراء وأساتذة الصيدلة، أن الكتاب يروج لنباتات سامة، وبعضها شديدة السمية ضمن العلاج، كما أنه لم يذكر الأعراض الجانبية للأعشاب التي يصفها للمرضي، ولم يحدد نسب تعاطيها

وأكدت دراسة أعدها باحث صيدلي شاب من جامعة المنصورة حول المخاطر الصحية التي تضمنها كتاب «الطب القديم»، أنه من بين الأعشاب التي وصفها عبدالعال للمرضى، دون التنبيه إلي مدي خطورتها، «الحنظل» الذي يؤدي استعماله إلي إجهاض الحوامل، و«نبات الزراوند» المعروف بأنه شديد السمية علي الكلي، ويسبب الفشل الكلوي، ونبات «الحرمل» السام، الذي حذرت الدراسة من استعماله تحت أي ظرف، و«الكادميوم» المعروف أيضاً بأنه شديد السمية، إضافة إلي «ثمار الخروع» التي يعرف أن بذورها تحتوي علي سم زعاف، و«زيت الكسيرة» الذي يعد ساماً للغاية

وأوضحت الدراسة أن عبدالعال كان متناقضاً في وصفه لنبات «الخشخاش»، حيث قال إنه مخدر ومسكن، وكذلك منشط ومنبه، كما أنه قال إن نبات «ست الحسن» يستخدم كمدر للبول، في حين أن هذا النبات تحديداً يوقف إدرار البول، مؤكدة أن وصفاته تضمنت أيضاً لعلاج مرضي العمي الليلي، أن يخلط الكرات الرومي مع بول آدمي حديث وتحشي بهما العينان، وهو ما قد يصيبهما بالعمي الكلي

April 15, 2007 Posted by | يوميات وجوانيات, إسلاميات | Leave a comment

رسالة إلى كل شيعي


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. لشهور طويلة ظللت أكتم مضمون هذه الرسالة بين أحشائي حتى لا يقع بيني وبينك ما يكون سبباً في القطيعة والهجران والعداء. في السعودية وفي أرض الحرمين الشريفين, عشت معي, فلم يتعرض أحد لك أو لعائلتك بالملاحقة أو التهجير أو القتل والاغتصاب أو الدعوة للقتل. ولم تتخذ السعودية رغم وصفكم لها بالوهابية أي فعل أو رد فعل ضد جموع الشيعة في السعودية سوى مواقفها, التي لا تلام عليها, ضد اتباع الأحزاب السياسية الخمينية الذين فضلوا مرجعية إيران الدينية والسياسية على حكومة بلدهم الأم إبان الثورة الخمينية الطائفية, ففجروا وقتلوا وذبحوا. رغم ذلك لم تعاقب الحكومة السعودية جميع الشيعة على أخطاء وجرائم بعضهم, ولم تدع لإستئصال الشيعة عن بكرة أبيهم بصفتهم صفويين أو طائفيين أو عملاء, رغم كل العداء والحقد والكره الذي تمتلىء به صدوركم عليها, والذين ينفخه سادتكم وملاليكم ومشايخكم في أنوفكم

Continue reading

April 15, 2007 Posted by | إسلاميات, سياسة ووجع دماغ | Leave a comment

سهام الحق


 منح خاطفو الألمانيين ماريان غيب كراواس (61 عاما) المتزوجة من طبيب عراقي وابنها سنان كاظم (20 عاما) عشرة أيام إضافية لألمانيا كي تسحب قواتها من أفغانستان قبل إعدامهما، حسب ما أعلنه معهد مراقبة المواقع الإسلامية

ونشرت جماعة سهام الحق أيضا شريط فيديو تظهر فيه كراوس وهي تحث ألمانيا على تلبية مطالب الخاطفين

الخبر ده قريته في موقع الجزيرة نت. ومقدرش أقولكو كم الاستفزاز اللي حسيت بيه لما قريته. مش عارف جماعة سهام الحق دولا ناس عندهم مخ ولا تفكير أساساً. سهام حق مين وسهام زفت. وبعد كل الهباب اللي بيعملوه ده. يرجعوا يقولوا، صورة الإسلام وحشة ليه في العالم. ماهو من البلاوي اللي بتعملوها. شوهتوا صورة الإسلام، وشوهتوا صورة المقاومة بغبائكم

واحدة ست عندها 61 سنة. وأكرر تاني 61 سنة. إيه ذنبها إنها تتخطف وتتقتل بسب مواقف ألمانيا السياسية. وبعدين دي اتخطفت في العراق. إيش دخل العراق بقوات ألمانيا في أفغانستان. يا شوية حمير بطلوا تخلف بقى. إنتوا كده بتشوهوا صورة المقاومة. وعندهم حق بعد كده لما يقولوا علينا إرهابيين. لأ ودي كمان مش واحدة ألمانية جاية تحارب. دي واحدة مدنية. ومتجوزة من عراقي كمان

إبنها اللي عندو 20 سنة وهيا اللي عندها 61 سنة. إيه اللي كان هيجيبهم العراق في وسط الظروف الوحشة دي. غير عشان جوزها العراقي. ركز في الصورة، وبص في عنيهم. شوف الست دي عايزة تقول إيه. بص في نظرة إبنها وهتعرف أد إيه المعاناة اللي هما فيها. ولو كانوا فعلا بيقولوا لألمانيا تسحب قواتها، فده معناه إنهم ضد وجود القوات دي. يعني ناس بريئة ملهمش دخل في حاجة. ده لو كانوا بيقولوا الكلام ده من الغُلب اللي هما فيه

بص عالست اللي لبسوها الإيشارب غصباً عنها. ومش بعيد كمان يكونوا ضربوهم عشان يخلوهم يصلوا زينا. ومش بعيد يكونوا مشغلينلهم قرآن 24 ساعة في مكان نومهم. عشان ويا لعظمة الإسلام، أول لما يسمعوا القرآن مش هيقدروا يمسكوا نفسهم، وهينطقوا بالشهادة على طول. دي مش مبالغة. بس العقل المتخلف اللي يخطف إنسانة بريئة زي دي ويهدد بقتلها تحت إسم الإسلام. مش بعيد أبداً إنه يعمل أي حاجة. والمتخلفين اللي زي دولا وموجودين في بلدنا، دمروا مبدأ المواطنة جوة الشعب المصري. وبقى كل طرف مش قادر مجرد حتى إنه يحترم كيان الطرف الآخر، ويعامله كويس

قسماً بالله. لو اجتمع اليهود وأعوانهم على إنهم يشوهوا صورتنا، مش هييجي في دماغهم فكرة أكبر تخلف من اللي عملتو جماعة سهام الطين دي. نفسي أعرف الناس دي فاهمة الإسلام إزاي. نفسي أعرف إيه إحساسهم وهما بيقتلوا ست كبيرة زي دي. مسلمة، مسيحية، ولا حتى يهودية. مش روح. مش بشر. مش إنسان بيحس، ومن لحم ودم. فين حكم الإسلام اللي بيقولكو تعاملوا الناس بالهمجية والتخلف ده. ولا كل واحد بقى بيفهم الإسلام على هواه

حاجة تقرف والله اللي بيعملوه الناس دولا. ده شوية الهمج دولا باللي بيعملوه أخطر علينا من اليهود نفسهم. الإسلام علمنا لما نجاهد نجاهد بشرف، مش نخطف أبرياء

ياخي روحوا اتشطروا على قوات ألمانيا اللي موجودة في أفغانستان. بدل متيجوا العراق تتشطروا عالمدنيين الغلابة، وتشوهوا سمعة الإسلام بعمايلكو السودة دي

قال سهام الحق قال. سهام الهمجية والتخلف دي

April 3, 2007 Posted by | إسلاميات, سياسة ووجع دماغ | Leave a comment